عبد الكريم الشهرستاني المتوفى سنة ٥٤٨ فقد قال فيه أيضاً : هو عندي خير كتاب صنّف في هذا الباب ، ومصنّف ابن حزم ـ وإنْ كان أبسط منه إلاّ أنّه مبدّد ليس له نظام » (٣).
كانت العبارات المنقولة عن الكتب المذكورة صريحةً في إمامة هارون ووصياته عن موسى ، وأنّه قد أفضى موسى علم التوراة والألواح وأسرارها إلى هارون ، فكذلك أمير المؤمنين عليهالسلام المنزّل منزلة هارون يكون هو الإمام والوصي بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والعارف بأسرار الكتاب الإلهي دون غيره ، وأنّ هذه المنازل مختصّة به وبأولاده.
لكن في عبارة الشّهرستاني فوائد :
١ ـ إن موسى عليه اللام أفضى بأسرار التوراة والألواح إلى يوشع ليفضي إلى أولاد هارون ، فيظهر أنّ إفضاء الأسرار كان أمراً مقصوداً لموسى ، وأنّ هارون هو الذي كان يختص بتلك الأسرار ، ولأجل ذلك اختص أولاده بها.
٢ ـ وأنّ السبب في الإختصاص المذكور اشتراك هارون مع موسى في أمر الرسالة والهداية كما قال : ( وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ).
٣ ـ وأنّ هارون كان هو الوصيّ لموسى ، ومن الواضح لدى كلّ مسلم أن وصاية النبي المعصوم لا تقبل الزوال والإنقطاع.
٤ ـ لكنّه لمّا مات في حياة موسى انتقلت الوصاية إلى يوشع وديعةً ، وأما الوصاية الأصليّة فكانت لهارون.
__________________
(١) كشف الظنون : ٢ / ١٨٢٠ ـ ١٨٢١.