وأنت تعلم عدم أهليّة من كان في « كمال السّفاهة » ومن « الصبيان غير المميزين » للخلافة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ لا خلاف ولا ريب بين المسلمين في اشتراط العقل والبلوغ في الخليفة ...
وهذا إشكال قويّ لا مفرّ ( للدهلوي ) وأنصاره منه.
ثمّ إنّ قول أبي بكر « من مثلك يا أبا الحسن! » ظاهر في أنّه قد جعل هذه المساواة في الحديث دليلاً على نفي مماثلة أحدٍ مع الإمام عليهالسلام ، وهذا دليل آخر على الأفضلية ، لا سيّما بالنظر إلى تقرير النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فتوهّم عدم دلالة المساواة على الأفضليّة باطل جداً.
قال المتعصب العنيد ابن تيميّة : « فلأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أفضل الخلق ، وكلّ من كان به أشبه فهو أفضل ممّن لم يكن كذلك ، والخلافة كانت خلافة نبوة ، لم يكن ملكاً ، فمن خلف النبيّ وقام مقام النبيّ كان أشبه به ، ومن كان أشبه بالنبيّ كان أفضل ، فالذي يخلفه أشبه من عن غيره ، والأشبه به أفضل ، فالّذي يخلفه أفضل » (١).
فنقول : إنّ قوله : « من كان أشبه بالنّبيّ كان أفضل » كبرى مقبولة مسلمة ، إذ لا ريب ولا كلام ، في أنّ النبيّ أفضل الخلق ، والأشبه بالأفضل هو الأفضل ... وحديث التّشبيه يعيّن المصداق الحقيقي لتلك الواقعيّة المسلّمة ، فأمير المؤمنين عليهالسلام أشبه الخلق بالأنبياء السّابقين الذين لا ريب أيضاً في أفضليّتهم من الثلاثة ، وكلّ من كان أشبه بهم فهو أفضل ، فأمير المؤمنين عليهالسلام أفضل من الثلاثة وغيرهم.
__________________
(١) منهاج السنة ٨ / ٢٢٨.