وبقي ترجمة ياقوت الحموي صاحب ( معجم الأدباء ) الذي ذكر الحديث بترجمة المفجّع ... وياقوت من أعاظم مصنّفي أهل السنّة ، ومن مشاهير أدبائهم ومحقّقيهم ... هذا من جهة.
ومن جهةٍ أخرى : قد اشتهر ياقوت بتعصّبه على سيّدنا أمير المؤمنين عليهالسلام ، حتّى نصّ مترجموه على ذلك كابن خلّكان ...
وحينئذٍ ، لا يرتاب أحد في صحة الحديث الذي ذكره واعتباره ، إذ لا يبقى بعد هذا مجال لإنكاره أو القدح في سنده ...
ومن كلمات أهل السنّة في ترجمة ياقوت ما يلي :
١ ـ السمعاني : « أبو الدر ياقوت بن عبد الله الرومي التاجر ، عتيق عبدالله ابن أحمد البخاري ... سمع أبا محمّد عبدالله بن محمّد بن هزار مرد الصريفيني ، قرأت عليه ببغداد أمالي أبي طاهر المخلّص بروايته عن ابن هزامرد عنه. وكان شيخاً مليح الشيبة لطيفاً [ نظيفاً ] ظاهره الخير والصلاح ، وتوفي سنة ٥٤٣ بمصر » (١).
٢ ـ ابن خلّكان : « وكان متعصّباً على علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، وكان قد طالع شيئاً من كتب الخوارج ، فاشتبك في ذهنه منه طرف قوي ، وتوجّه إلى دمشق في سنة ثلاث عشرة وستمائة ، وقعد في بعض أسواقها ، وناظر بعض من يتعصّب لعلي رضياللهعنه ، وجرى بينهما كلام أدّى إلى ذكره عليّاً رضياللهعنه بما لا يسوغ ، فثار الناس عليه ثورة كادوا يقتلونه ، فسلم منهم ، وخرج من دمشق منهزماً بعد أن بلغت القضية إلى والي البلد ، فطلبه ولم يقدر
__________________
(١) الأنساب ـ الرّومي.