قوله :
كما تصل سلاسل الفقهاء والمجتهدين في الشريعة بالشيخين ونوّابهما كعبدالله بن مسعود ...
أقول :
دعوى إنتهاء سلاسل الفقهاء إلى من ذكر ، دون سيّدنا الأمير عليه الصّلاة والسلام لا شاهد عليها ولا برهان.
وأيضاً : تقتضي هذه الدعوى انحراف جميع الفقهاء والمجتهدين عن أهل بيت الوحي والنبوّة ، مع أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول في الحديث الصحيح المتّفق عليه ، بل المتواتر بين الفريقين : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إنْ تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (١).
فهو صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمر الأمّة بالتمسّك بالكتاب والعترة ، ويرشد إلى أنّ كلّ ما خالفهما من الأحكام والامور ، بل كلّ ما لم يكن منهما ولم يؤخذ عنهما فهو باطل ، وأنّ تركهما والإعراض عنهما ضلال وخسران ...
هذا معنى حديث الثقلين ، وهكذا فسّره ( الدهلوي ) حيث ذكره في مواضع من كتابه ( التحفة ) ، وربّما ادّعى أنّ المتمسّك بالكتاب والعترة ، هم أهل السنّة فحسب ...
لكنّ أهل السنّة ، ومنهم ( الدهلوي ) يخالفون هذا الأمر النّبوي ، ويناقضون
__________________
(١) راجع الأجزاء : ١ ـ ٣ من كتابنا.