في النوع التاسع عشر ، من الباب الحادي عشر ، من كتابه ( التحفة ) ، فانظر بماذا يصف كبار العلماء ، ومهرة الفنون ، وأساطين العلوم!!
بل إنّ ما ذكره من الطعن في الذين يفهمون « المساواة » من « التشبيه » من العلماء وغيرهم لينطبق على نفسه ، فقد علمتَ أنّ ( الدهلوي ) نفسه قد فهم « المساواة » من « التشبيه » في مقامات عديدة ، بل في نفس هذا الكلام الّذي وصف فيه من فهم ذلك بما وصف ، فقد جاء فيه « النوع التاسع عشر : ـ جعل تشبيه شيء بشيء موجباً للمساواة بين المشبّه والمشبّه به. وهذا من أوهام الصبيان الصّغار لا الصبيان المميّزين ، وقد وقع هذا الوهم من الشيعة بكثرةٍ ، مثل أنّهم يقولون بأنّ حضرة الأمير قد شبه بالأنبياء أولي العزم في الزهد والتقى والحلم ... ».
فترى أنّه في نفس هذا الكلام يأتي بتشبيه ، ويريد منه « المساواة » قطعاً ، حيث يقول : « مثل أنّهم يقولون ... » ، فإنّ كلمة « مثل » موضوعة للتشبيه ، وهو يذكر بهذه الكلمة موضعاً من مواضع الوهم الواقعة من الشيعة بحسب زعمه.
بل إنّه استعمل « التشبيه » وأراد به « المساواة » و « المطابقة » في مواضع من كلامه ـ في نفس هذا المقام ـ في الجواب عن دلالة حديث التشبيه ، ألا ترى إلى كلامه في الوجه الرابع حيث يقول : « والتشبيه كما يكون بأدواة التشبيه المتعارفة ، مثل : الكاف ، وكأنّ ومثل ، ونحو ، كذلك يكون بهذا الأسلوب ، كما تقرر في علم البيان ، : من أراد أن ينظر إلى القمر ليلة البدر ، فلينظر إلى وجه فلان ».
ففي هذه العبارة استعمل التشبيه وأراد منه المطابقة في ثلاثة مواضع :