وأيضاً : فإنّه أتقى من الثلاثة ، لأنّه قد ساوى نوحاً في تقواه ، ونوح أتقى منهم بالضرورة ، والأتقى أفضل لقوله تعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) (١) والمساوي للأفضل أفضل.
وكذا الكلام في كونه « أعبد » و « أحلم » و « أشد بطشاً ».
ثمّ إنّ العلم والحلم والعبادة والتقوى والشجاعة ، هي أشرف الصفات الحسنة ، وهي تجمع جميع الخصال الحميدة ، وقد كان علي عليهالسلام حائزاً لجميعها في أعلى مراتبها ، فهو جامع لجميع الصفات الشّريفة في أعلى مراتبها ، ومن كان كذلك ، كان أفضل من جميع الخلائق ـ عدا نبيّنا كما تقدم ـ فضلاً عن الثلاثة.
بل إنّه عليهالسلام قد جمع تسعين خصلة من خصال الأنبياء عليهمالسلام ، كما في رواية السيّد علي الهمداني المتقدمة في الكتاب ، فأين من لم يحصل على خصلة من خصال الأنبياء من الّذي جمع تسعين؟! وأين الصّفة التي يدّعيها ( الدهلوي ) في الثلاثة ليكونوا أفضل بها من الإمام؟! فليثبت ( الدهلوي ) ذلك ، ودونه خرط القتاد.
بل إنّ الثلاثة كانوا متّصفين بأضداد هذه الصفات الجليلة ، كما لا يخفى على من راجع الكتب المصنّفة في بيان هذا الشأن ، ككتاب ( تشييد المطاعن ) وغيره.