الوهن والسقوط ، لما تقدّم عن الرازي من احتجاج العلماء بقوله تعالى :
( أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ ) على أفضليّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من الأنبياء المذكورين في الآية ، وملخص الاحتجاج هو جامعيّة النبيّ للصّفات المتفرّقة في أولئك الأنبياء ، ولا ريب في أنّ الجامع لها أفضل من جميعهم ، لأنّ كلّ واحدٍ منهم حصل على واحدة منها أو ثنتين ، وهذا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بوحده حصل على جميعها.
فإذا كان جمع الصفات المتفرقة في الأنبياء دليلاً على الأفضلية منهم ، فقد جمع أمير المؤمنين عليهالسلام ـ كما في حديث التشبيه ـ جميع صفات الأنبياء المذكورين في الحديث كذلك ، فيكون أفضل منهم بنفس الطريق في الاحتجاج ـ إلاّنبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو الأفضل بإجماع المسلمين ـ وإذا كان أفضل من الأنبياء فهو أفضل من الثلاثة ، بالأولوية القطعية.
ودلالة الحديث على المطلوب ـ كما ذكرنا ـ أصبحت من الوضوح بحيث التجأ الفضل بن روزبهان إلى الاعتراف بها ، ولم يتجاسر على ما تفوّه به ( الدهلوي ) على ما هو من التعصب والعناد ، ومن هنا تعرف إلى أيّ درجة من الحقد والعناد للحق وأهله وصل ( الدهلوي ).
ثمّ إنّ حديث التشبيه نصٌّ في أعلميّة علي عليهالسلام من الثلاثة وغيرهم ، لأنّه قد ساوى آدم عليهالسلام في العلم ، والأعلم أفضل بالضرورة ، والمساوي للأفضل أفضل قطعاً.