والحديث والتفسير والرجال والقراءات والنحو ... مع صدق اللهجة والأمانة في النقل ، لم يبق عندك أي شك وريب في رواية أحمد بن حنبل لحديث التشبيه بالسند المتقدّم الذي ذكره ابن شهرآشوب.
هذا ، بالإضافة إلى أنّ رواية أحمد بن حنبل لحديث التشبيه مذكورة في كتب أهل السنّة أيضاً ، ففي كتاب ( هداية السعداء ) لملك العلماء شهاب الدين الدولت آبادي الهندي ، عن كتاب ( الصّحائف ) ، أنّه عزا رواية الحديث الشريف إلى أحمد والبيهقي ، حيث قال :
« روى أحمد والبيهقي في فضائل الصحابة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى يوشع في تقواه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في هيبته ، وإلى عيسى في عبادته ، فلينظر إلى وجه علي ».
ثم إن صاحب ( الصحائف ) لم ينكر ـ في مقام الجواب عن دلالة هذا الحديث على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ـ رواية أحمد بن حنبل للحديث ، بل لم يشك في صحته ، بل قال : « والحق أنّ كلّ واحدٍ من الخلفاء الأربعة ، بل كل واحدٍ من الصحابة مكرم عند الله ، موصوف بالفضائل الحميدة ، ولا يجوز الطعن في أحد منهم ، لأنّ الطعن في واحدٍ منهم يوجب الكفر » (١).
ومؤلّف كتاب ( الصحائف ) هو الشيخ شمس الدين محمّد بن أشرف الحسيني السمرقندي ، قال الجلبي : « آداب الفاضل شمس الدين محمّد بن أشرف الحسيني السمرقندي ، الحكيم المحقّق ، صاحب الصحائف
__________________
(١) هداية السعداء ـ الهداية الأولى ، الجلوة السابعة ـ مخطوط.