وأتاهم يحيى فشد
عليهم |
|
عقدا يراه
المسلمون ثقيلا(١) |
كتبا تركن غنيهم
ذا عيلة |
|
بعد الغنى
وفقيرهم مهزولا |
فتركت قومي
يقسمون أمورهم |
|
إليك أم يتربصون
قليلا(٢) |
وصور النمري بهذه الأبيات الجور الهائل الذي صبه العمال على قومه حتى لم يتركوا عليهم عظما إلا هشومه ، قد ألهبت سياطهم أجسام قومه وتركتهم أشباحا مبهمة خالية من الحياة والروح.
واستمرت المظالم الاقتصادية حتى في دور عمر بن عبد العزيز الشهم النبيل فان عماله لم يألوا جهدا في سلب أموال الرعية واستصفاء ثرواتها بغير حق يقول كعب الأشعري مخاطبا له :
إن كنت تحفظ ما
يليك فانما |
|
عمال أرضك
بالبلاد ذئاب |
لن يستجيبوا
للذي تدعو له |
|
حتى تجلد
بالسيوف رقاب |
بأكف منصلتين
أهل بصائر |
|
في وقعهن مزاجر
وعقاب |
وقد أقر ملوك الأمويين جميع تصرفات عمالهم ، فلم يحاسبوهم على ما اقترفوه من الجور والظلم للرعية ، وهذا مما سبب إشعال الفتن وعدم استقرار الوضع السياسي في البلاد ، مما نجم منه اندلاع نار الثورة في خراسان والتهامها لحكام بني أمية والقضاء على دولتهم.
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن عصر الامام أبي جعفر (ع) وفيما أحسب أنا قد ألممنا بالكثير من مظاهره ، وأحداثه وقد كانت هذه الدراسة ـ على
__________________
(١) يحيى : أحد السعاة الظالمين.
(٢) حياة الامام موسى بن جعفر ١ / ٣٠٤.