الأنبياء ، ففسّروا تلك الآيات بتنزيه الخالق عن التجسيم والوصف والرؤية ، وتنزيه الأنبياء عن المعاصي ، ونبذ كلّ ما عدا ذلك مما يسيء إلى عقيدة التوحيد والنبوة والمعاد ، ولا يليق بساحة الكتاب وجلال معانيه ، كالعقائد المنحرفة والآراء المضلّلة التي كانت تفرض نفسها على الواقع الإسلامي بين حين وآخر ، مثل التشبيه والتجسيم والتعطيل والجبر والتفويض وغيرها. وقد أكّدوا في جميع الموارد على ضرورة الرجوع إلى الرسول صلىاللهعليهوآله في فهم كلام الله عزّوجلّ ، سواء في المسائل الاعتقادية أو العملية أو غيرها ولذلك جهدوا في الوقوف بوجه التفسير الذي يستند إلى الرأي الخالي من العلم والحجة القاطعة والبرهان الساطع ، أو التفسير الذي يؤخذ من الرجال.
عن زيد الشحام قال : « دخل قتادة على أبي جعفر عليهالسلام ، فقال : يا قتادة ، أنت فقيه أهل البصرة ؟ قال : هكذا يزعمون. فقال أبو جعفر عليهالسلام : بلغني أنك تفسر القرآن ؟ فقال له قتادة : نعم. فقال له أبو جعفر عليهالسلام : بعلم تفسره أم بجهل ؟ قال : لا ، بعلم. فقال له أبو جعفر عليهالسلام : فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت... ويحك يا قتادة ، إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت... ويحك يا قتادة ، إنما يعرف القرآن من خوطب به » (١).
وعن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : « من فَسّر القرآن برأيه ، إن
______________
(١) الكافي ٨ : ٣١١ / ٤٨٤.