قائمة الکتاب
المبحث الثالث ـ مقاطعة سلطات الجور
١٤٨
إعدادات
معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام
معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام
تحمیل
لهم إلى أن تقوم الساعة ، ومارست ضدّهم شتّى أساليب الظلم والجور والقتل ، ومن هنا اتخذ أهل البيت عليهمالسلام بعد الإمام الحسين عليهالسلام موقفاً واضحاً من السلطات الحاكمة المعاصرة لهم ، يتلخص في الدعوة إلى مقاطعتها وتحريم التعاون معها ؛ ذلك لأنّها تعتبر كياناً بعيداً عن المنهج الإسلامي الأصيل في ممارسة الإدارة والحكم وعن مبادئ الإسلام السامية وعقيدته السمحة.
وهذا الموقف جاء في مقابل فتاوى فقهاء البلاط الذين يحاولون إضفاء الشرعية الزائفة على ممارسات حكام الجور ، وهي بمثابة دعوةٍ صريحةٍ للاُمّة في مواجهة الظلم ومقاومة نفوذه بما يتّفق وظروف تلك المرحلة وبما ينسجم مع مسؤوليتهم الرسالية في تقديم النصح للأُمّة وتسديدها عند التباس معالم الهدى والصلاح ، وعلى الأُمّة أن تختار لنفسها المصير الذي تشاء ؛ فإمّا أن تمارس المقاطعة للسلطان الجائر فتنتصر لرسالتها وحقّها في الحياة الحرّة الكريمة ، وإمّا أن ترضخ وتستسلم فتعيش بعيداً عن رسالتها تحت ظلّ القمع والظلم.
عن سليمان الجعفري قال : « قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : ما تقول في أعمال السلطان ؟ فقال : ياسليمان ، الدخول في أعمالهم والعون لهم والسعي في حوائجهم عديل الكفر ، والنظر إليهم على العمد من الكبائر التي يستحقّ بها النار » (١).
______________
(١) تفسير العياشي ١ : ٢٣٨ / ١١٠.