وعن أبي بصير ، قال : « سألت أبا جعفر عليهالسلام عن أعمالهم فقال لي : ياأبا محمد ، لا ولا مدّة قلم ، إن أحدكم لا يصيب من دنياهم شيئاً إلّا أصابوا من دينه مثله » (١).
وعن زياد بن أبي سلمة قال : « دخلت على أبي الحسن موسى عليهالسلام فقال لي : يازياد ، إنّك لتعمل عمل السلطان ؟ قال : قلت : أجل ، قال لي : ولِمَ ؟ قلت : أنا رجل لي مروءة وعليّ عيال وليس وراء ظهري شيء ، فقال لي : يازياد ، لئن أسقط من حالق فأتقطّع قطعة قطعة أحبّ إليّ من أن أتولّى لأحدٍ منهم عملاً أو أطأ بساط رجلٍ منهم... » (٢).
وعن حميد ، قال : « قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّي وليت عملاً فهل لي من ذلك مخرج ؟ فقال : ما أكثر من طلب المخرج من ذلك فعسر عليه ، قلت : فما ترى ؟ قال : أرى أن تتّقي الله عزّوجلّ ولا تعد » (٣).
وفي مقابل ذلك أجازوا لبعض شيعتهم ممارسة العمل في أجهزة الدولة ، لمصالح وأسباب خاصة ، منها إرساء قواعد الحقّ والعدل ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمساعدة في دفع الظلم والجور عن كاهل الأبرياء من المؤمنين وقضاء حوائجهم ، وهو المستفاد من جواب الإمام أبي الحسن موسى عليهالسلام لعلي بن يقطين حين طلب الإذن في ترك منصبه ، قال عليهالسلام : « لا تفعل ، فإن لنا بك أنساً ، ولإخوانك بك عزاً ، وعسى أن يجبر بك
______________
(١) الكافي ٥ : ١٠٦ / ٥ ، التهذيب ٦ : ٣٣١ / ٩١٨.
(٢) الكافي ٥ : ١٠٩ / ١ ، التهذيب ٦ : ٣٣٣ / ٩٢٤.
(٣) الكافي ٥ : ١٠٩ / ١٥ ، التهذيب ٦ : ٣٣٢ / ٩٢٢.