شَأْنٍ ) (١). وأحاديثهم عليهمالسلام جاءت بهذا المنطق الإلهي ، ولا يخالفه إلّا منطق اليهود المعبّر عنه بقوله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ) (٢).
قال اليهود : إنّ الله لما خلق الأشياء وقدّر التقادير ، تمّ الأمر وخرج زمام التصرف الجديد من يده بما حتّمه من القضاء ، فلا نسخ ولا استجابة لدعاء ، لأنّ الأمر مفروغ منه (٣).
وما يهمنا في هذا الصدد هو التصحيح الذي قدمه أهل البيت عليهمالسلام على طريق البداء ، ومن أبرز الشواهد عليه مناظرة الإمام الرضا عليهالسلام مع سليمان المروزي متكلم خُراسان ، وكان المروزي ينكر البداء بالمعنى الذي قدمناه ، قال عليهالسلام : « وما أنكرت من البداءِ يا سليمان ، والله عزَّوجلَّ يقول : ( أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ) (٤) ، ويقول عزَّوجلَّ : ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) (٥) ، ويقول : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (٦) ، ويقول عزَّوجلَّ : ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ) (٧) ، ويقول : ( بَدَأَ
______________
(١) سورة الرحمن : ٥٥ / ٢٩.
(٢) سورة المائدة : ٥ / ٦٤.
(٣) تفسير الميزان ٢ : ٣٢.
(٤) سورة مريم : ١٩ / ٦٧.
(٥) سورة الروم : ٣٠ / ٢٧.
(٦) سورة البقرة : ٢ / ١١٧.
(٧) سورة فاطر : ٣٥ / ١.