خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ) (١) ، ويقول عزَّوجلَّ : ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ) (٢) ، ويقول عزَّوجلَّ : ( وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ) (٣) ؟!
قال سليمان : هل رويت فيه شيئا عن آبائك ؟ قال عليهالسلام : نعم ، رويت عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : إن لله عزَّوجلَّ علمين : علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلّا هو ، ومن ذلك يكون البداء ، وعلما علَّمه ملائكته ورسله ، فالعلماء من أهل بيت نبيه يعلمونه.
قال سليمان : أحب أن تنزعه لي من كتاب الله عزَّوجلَّ. قال عليهالسلام : قول الله عزَّوجلَّ لنبيّه صلىاللهعليهوآله : ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ ) (٤) أراد هلاكهم ثمَّ بدا لله ، أي عن علم ، فقال : ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) (٥).
قال سليمان : زدني جعلت فداك ـ فواصل الإمام عليهالسلام في إيراد الأدلة على جواز البداء حتى أذعن سليمان المروزي ـ فقال للمأمون : يا أمير المؤمنين ، لا اُنكرُ بعد يومي هذا البَداء ولا اُكذِّب به إن شاء الله » (٦).
______________
(١) سورة السجدة : ٣٢ / ٧.
(٢) سورة التوبة : ٩ / ١٠٦.
(٣) سورة فاطر : ٣٥ / ١١.
(٤) سورة الذاريات : ٥١ / ٥٤.
(٥) سورة الذاريات : ٥١ / ٥٥.
(٦) التوحيد : ٤٤١ ـ ٤٤٥ / ١.