وسعوا جاهدين لوضعها في نصابها الصحيح ، ودافعوا عن معالم الدين الحنيف ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، إلى قيام يوم الدين.
ويتمثل المسار الانحرافي بالتيارات الفكرية المناهضة للعقيدة الإسلامية ، كالغلو والإلحاد والزندقة ، أما المسار التحريفي فيتمثل بجملة تيارات فكرية تحسب نفسها على الإسلام كالمجسمة والمشبهة والمجبرة والمفوضة والمرجئة وغيرهم ممن يحرفون الكلم عن مواضعه عن عمد أو غير عمد.
وكان من تداعيات انتشار أمثال هذه الفرق والتيارات الفكرية أن تعرض جانب كبير من قيم وتعاليم الإسلام الأخلاقية والسياسية والفكرية والروحية لهزة عنيفة أطاحت بالكثيرين ، ووجدت قيم الجاهلية لها مرتعاً خصباً في ظل السلطات المنحرفة منذ رحيل الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله وامتدت تأثيراتها في مساحات واسعة من جسم الأمة.
وفي ظل هكذا واقع وجد أهل البيت عليهمالسلام أنفسهم أمام مسؤولية رسالية وتاريخية عظمى ، بما يمتلكون من عمق علمي وأفضلية ومحبة في الوسط الإسلامي ، تؤهلهم لحفظ القرآن العظيم والشريعة المطهرة وتنقية المعارف الإسلامية من تلك الشوائب ، وصيانة الفكر الإسلامي من الشبهات التي علقت به ، وإحداث نقلة نوعية على صعيد الفكر والروح.
فإذا انتزعت من العترة المعصومة
المرجعية السياسية في ممارسة السلطة ، فإنّ مرجعيتهم الفكرية الربانية قد تجاوزت أُطر الحظر