والحصار ، فبسطت بظلالها على مفاصل اجتماعية واسعة ، وقد تطرُق أحياناً أبواب السلطان ، أو تنفذ في قلب البلاط ، وذلك عن طريق تربية النُّخبة الصالحة الرشيدة ، التي تبنّت حمل راية الهداية ، فكانت أساساً لمدرسة فكرية تتحمّل عبء نشر مبادئ الإسلام الأصيل ، وبقيت لتعاليمها الإسلامية الراقية مدلولها الحيّ العملي على طول الزمان ما دام هناك مسلم بحاجة إلى فهم الإسلام والتعرّف على شريعته وأحكامه ومفاهيمه وقيمه.
وتجدر الإشارة إلى أن أساليب التصحيح والإصلاح التي مارسها الأئمة من أهل البيت تختلف بحسب الظروف والتحديات المحيطة بهم عليهمالسلام ، كالعوامل السياسية المتغيرة ودرجة وعي الأُمة ، فقد يكون الإصلاح مرّة بالإشارة الصريحة إلى الانحراف ، واُخرى بالإشارة الضمنية ، أو بالاكتفاء ببيان طريقة التصحيح والإصلاح والتأكيد عليها ، لترسيخها في ذهن الأُمّة وضميرها.
وعلى رغم التفاوت بينهم عليهمالسلام في اختيار الأُسلوب المناسب ، فإنّ المنهج المتّبع في الإصلاح والتصحيح واحدٌ لا اختلاف فيه ، لأنّه مستمدّ من معين معصوم واحد ، وقد اتّسم بالشمولية بحيث يستوعب مختلف الجوانب الفكرية والعقدية ، وينطلق من تشخيص دقيق للظروف الموضوعية التي تمر بها الحالة الإسلامية على كل المستويات.
ومع اعترافنا بتشعّب هذا الموضوع ، وتعدّد
جوانب البحث فيه ، فإنّنا