التجديدي فيما لو لم يصادف الحدث في الواقع ، باخراج صورة ما لو توضأ تجديدا وكان وضوء السابق فاسدا مثلا.
ثم إن استحباب الوضوء نفسيا وإن كان قابلا للانكار لعدم الدليل القاطع على ذلك ، فان أغلب ما ذكر له من الأدلة لا تدل على الاستحباب النفسي كما لا يخفى على من راجع الكتب الفقهية. نعم الظاهر أن دلالة جملة منها على استحباب الكون على الطهارة غير قابلة للانكار (١) ، وحينئذ فلا يكون النزاع في الاستحباب النفسي إلاّ شبيها بالنزاع اللفظي ، فان نفس أفعال الوضوء بالنسبة إلى الكون على الطهارة من الأسباب التوليدية ، وقد حقق قدسسره (٢) أنه لا فرق فيها بين تعلق الأمر بنفس الأفعال وتعلقه بما يتولد منها ، وحينئذ يكون عدّ الكون على الطهارة من غايات الوضوء باعتبار تولده منه ، لا باعتبار كون الوضوء مقدمة له مثل مقدميته لجواز مس
__________________
(١) [ منها : ] ( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) [ البقرة ٢ : ٢٢٢ ] ، ( وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) [ التوبة ٩ : ١٠٨ ] ، وقول علي عليهالسلام : « الوضوء على الطهور عشر حسنات فتطهروا » [ وسائل الشيعة ١ : ٣٧٧ / أبواب الوضوء ب ٨ ح ١٠ ( مع اختلاف يسير ) ] فان ظاهر الأمر الاستحباب ، ولا اختصاص له بمورده من وضوء التجديد.
[ وفي ] الحديث القدسي : « من أحدث فما توضأ فقد جفاني ، ومن توضأ ولم يصل ركعتين فقد جفاني ، ومن توضأ وصلى ركعتين ودعاني ولم اجبه فيما سأله من أمر دينه ودنياه فقد جفوته ، ولست برب جاف » [ وسائل الشيعة ١ : ٣٨٢ / أبواب الوضوء ب ١١ ح ٢ ( مع اختلاف عمّا في المصدر ) ] ، وعن الأمالي من قوله صلىاللهعليهوآله : « يا أنس أكثر من الطهور يزد الله في عمرك ، وإن استطعت أن تكون بالليل والنهار على طهارة فافعل ، فانك إذا متّ على طهارة متّ شهيدا » [ وسائل الشيعة ١ : ٣٨٣ / أبواب الوضوء ب ١١ ح ٣ ، أمالي المفيد : ٦٠ / ٥ ]. وعن النوادر عن أمير المؤمنين عليهالسلام : « كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا بالوا توضئوا أو تيمموا مخافة أن تدركهم الساعة ] » [ بحار الأنوار ٨٠ : ٣١٢ / ٢٨ ، النوادر ( للراوندي ) : ١٨٩ / ٣٣٩ منه قدسسره ].
(٢) راجع أجود التقريرات ١ : ٥٦ ـ ٥٧.