لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (١) وقال تعالى : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ) (٢) وقال ( ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) (٣) وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ما ولت أمة قط أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل يذهب أمرهم سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا فما الولاية غير الإمارة؟
والدليل على كذبهم وباطلهم وفجورهم أنهم سلموا علي بإمرة المؤمنين بأمر رسول الله ومن الحجة عليهم وعليك خاصة ـ وعلى هذا معك يعني الزبير وعلى الأمة وعلى سعد بن أبي وقاص وابن عوف وخليفتكم هذا القائم يعني عثمان فإنا معشر الشورى أحياء كلنا أن جعلني عمر بن الخطاب في الشورى إن كان قد صدق وأصحابه على رسول الله صلىاللهعليهوآله أجعلنا في الشورى في الخلافة أم في غيرها؟ فإن زعمتم أنه جعلها شورى في غير الإمارة فليس لعثمان إمارة وإنما أمرنا أن نتشاور في غيرها وإن كانت الشورى فيها فلم أدخلني فيكم فهلا أخرجني وقد قال إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أخرج أهل بيته من الخلافة وأخبر أنه ليس لهم فيها نصيب ولم قال عمر حين دعانا رجلا رجلا؟
فقال علي عليهالسلام لعبد الله ابنه وها هو ذا ـ أنشدك بالله يا عبد الله بن عمر ما قال لك حين خرجت؟
قال أما إذ ناشدتني بالله فإنه قال إن يتبعوا أصلع قريش يحملهم على المحجة البيضاء وأقامهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم قال يا ابن عمر فما قلت له عند ذلك؟
قال قلت له فما يمنعك أن تستخلفه؟
قال وما رد عليك؟
قال رد علي شيئا أكتمه.
قال علي فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله خبرني به في حياته ثم أخبرني به ليلة مات أبوك في منامي ومن رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله مناما فقد رآه قال فما أخبرك به؟
قال عليهالسلام فأنشدك بالله يا ابن عمر لئن أخبرتك به لتصدقن قال إذن سكت قال فإنه قال لك حين قلت له فما يمنعك أن تستخلفه قال الصحيفة التي كتبناها بيننا والعهد في الكعبة فسكت ابن عمر.
فقال أسألك بحق رسولك لم سكت عني؟
قال سليم فرأيت ابن عمر في ذلك المجلس خنقته العبرة وعيناه تسيلان.
__________________
(١) يونس : ٣٥.
(٢) البقرة : ٢٤٧.
(٣) الأحقاف : ٤.