قال فخلق الخلق للرحمة أم للعذاب؟
قال خلقهم للرحمة وكان في علمه قبل خلقه إياهم أن قوما منهم يصيرون إلى عذابه بأعمالهم الردية وجحدهم به.
قال يعذب من أنكر فاستوجب عذابه بإنكاره ـ فبم يعذب من وحده وعرفه؟
قال يعذب المنكر لإلهيته عذاب الأبد ويعذب المقر به عذاب عقوبة لمعصيته إياه فيما فرض عليه ثم يخرج ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ).
قال فبين الكفر والإيمان منزلة؟ قال عليهالسلام لا.
قال فما الإيمان وما الكفر؟ قال عليهالسلام الإيمان أن يصدق الله فيما غاب عنه من عظمة الله كتصديقه بما شاهد من ذلك وعاين والكفر الجحود.
قال فما الشرك وما الشك؟ قال عليهالسلام الشرك هو أن يضم إلى الواحد الذي ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) آخر والشك ما لم يعتقد قلبه شيئا.
قال أفيكون العالم جاهلا؟ قال عليهالسلام عالم بما يعلم وجاهل بما يجهل.
قال فما السعادة وما الشقاوة؟ قال السعادة سبب الخير تمسك به السعيد فيجره إلى النجاة والشقاوة سبب خذلان تمسك به الشقي فيجره إلى الهلكة وكل بعلم الله.
قال أخبرني عن السراج إذا انطفى أين يذهب نوره قال عليهالسلام يذهب فلا يعود.
قال فما أنكرت أن يكون الإنسان مثل ذلك إذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع إليه أبدا كما لا يرجع ضوء السراج إليه أبدا إذا انطفى؟
قال لم تصب القياس إن النار في الأجسام كامنة ـ والأجسام قائمة بأعيانها كالحجر والحديد فإذا ضرب أحدهما بالآخر سقطت من بينهما نار تقتبس منها سراج له ضوء فالنار ثابت في أجسامها والضوء ذاهب والروح جسم رقيق قد ألبس قالبا كثيفا وليس بمنزلة السراج الذي ذكرت إن الذي خلق في الرحم جنينا من ماء صاف وركب فيه ضروبا مختلفة من عروق وعصب وأسنان وشعر وعظام وغير ذلك وهو يحييه بعد موته ويعيده بعد فنائه.
قال فأين الروح؟ قال في بطن الأرض حيث مصرع البدن إلى وقت البعث.
قال فمن صلب فأين روحه؟
قال في كف الملك الذي قبضها حتى يودعها الأرض.
قال فأخبرني عن الروح أغير الدم؟