طعامه ، قال : فأرسلت إليهنّ بطعام كثير وكسوة ودراهم للجميع ، فلمّا نظروا إلى ذلك قال الصبيّة للباقيّات : والله ما نأكل حتّى ندعو له ، فرفعن أيديهنّ وقلن : حشرك الله مع جدّنا رسول الله ، وأمّن بعضهم ، فتلك الدعوة التي اُجيبت » (١).
ومن هذه الفوائد أيضاً كما ورد في تاريخ الإمام الهادي عليهالسلام تفسير النبيّ صلىاللهعليهوآله من عمل بغا التركي الذي قدّمه لرضى الله ورسوله.
قال المسعودي : « وفي سنّة ثمان وأربعين ومائتين كانت وفاة بغا الكبير التركي ، وقد نيّف على التسعين سنة ، وقد كان باشر من الحروب ما لم يباشره أحد ، فما أصابته جراحة قطّ .. وكان بغا ديّناً من بين الأتراك ، وكان من غلمان المعتصم ، يشهد الحروب العظام ، ويباشرها بنفسه ، فيخرج منها سالماً ويقول : الأجل جوشن ، ولم يكن يلبس على بدنه شيئاً من الحديد ، فعذّل في ذلك ، فقال : رأيت في نومي النبيّ صلىاللهعليهوآله ومعه جماعة من أصحابه فقال لي : يا بغا ، أحسنت إلى رجل من اُمّتي ، فدعا لك بدعوات استجيبت له فيك.
قال : فقلت : يا رسول الله ، ومن ذلك الرجل ؟
قال : الذي خلّصته من السباع.
فقلت : يا رسول الله ، سل ربّك أن يطيل عمري ، فرفع يديه نحو السماء ، وقال : اللّهمّ أطل عمره ، وأتمّ أجله.
فقلت : يا رسول الله ، خمس وتسعون سنة ، فقال رجل كان بين يديه : ويوقى من الآفات.
فقلت للرجل ، مَن أنت ؟
_________________________
(١) تذكره الخواص : ٣٣١.