بصورة عذرة ، ليعرف أنّهما يضرّان ، وهما مستقذران واقعاً ، فينبغي أن يتحرّز عنهما ويجتنبهما.
وقد ترى في الهواء أشياء فهي الرؤيا الكاذبة التي لا حقيقة لها ، ويحتمل أن يكون المراد بما يراه في الهواء ما أنسى به من الاُمور المألوفة والشهوات والخيالات الباطلة ، وقد مضى ما يدلّ على هذين النوعين في رواية محمّد بن القاسم ، ورواية معاوية بن عمّار ، وغيرهما.
ومنها : ما هو بسبب إفاضة الله تعالى عليه في منامه ، إمّا بتوسّط الملائكة أو بدونه ، كما يومئ إليه خبر أبي بصير وسعد بن أبي خلف.
ومنها : ما هو بسبب وسواس الشيطان ، واستيلائه عليه بسبب المعاصي التي عملها في اليقظة ، أو الطاعات التي تركها فيها ، أو الكثافات والنجاسات الظاهريّة والباطنيّة التي لوّث نفسه بها.
ومنها : ما هو بسبب ما بقي في ذهنه من الخيالات الواهية ، والاُمور الباطلة ، ويومئ إليه خبر ابن أبي خلف وغيره » (١).
لا ريب أنّ للرؤيا فوائد كثيرة لا نهتدي إلى كثير منها ؛ لأنّ فيها إشارات غيبيّة قد لا يصل إلى هذه الإشارات أي معبّر ومفسّر ، إلاّ النبيّ والإمام عليهالسلام. وقد أشار إلى بعض الفوائد العلّامة الكبير الشيخ حسين النوري في دار السلام ، فقال رحمهالله :
« ١ ـ إنّ من تلك الفوائد أنّها طريق إلى الاعتراف الخالص عن شوب الشكّ والريب ، والتصديق الوجداني عن صميم الغيب بمقدّس وجوده جلّ ذكره بما يمكّنه في قلبه ويوجده فيه في المنام ، ويشرح صدره بآرائه آيات عظام يعرفه
_________________________
(١) بحار الأنوار : ٥٨ / ٢١٨.