٤ ـ يفهم من قوله تعالى : ( إنّي أَرَاني أَعْصِرُ خَمْراً ... ) الآية ، أنّه عليهالسلام عرّف صنعته حين دخل السجن بأنّه يعلم تأويل الرؤيا ، وإلاّ كيف علما أنّه يعلم ذلك.
روي العلاّمة الطباطبائي عن القمّي في تفسيره : « أنّه وكّل بيوسف رجلين يحفظانه ، فلمّا دخل السجن قالوا له : ما صناعتك ؟ قال : اُعبّر الرؤيا »(١).
وعن الصادق عليهالسلام : « أنّه لمّا أمرالملك بحبس يوسف عليهالسلام في السجن ألهمه الله تأويل الرؤيا ، فكان يعبّر لأهل السجن رؤياهم » (٢).
٥ ـ أظهر عليهالسلام علمه بتعبير الرؤيا وقال : ( ذلِكُمَا مِمّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) ، ونسب هذا العلم إلى الله جلّ وعلا.
٦ ـ وفسّر رؤيا الملك بعد أن عجزوا عن تفسيرها ، وقالوا له : ( أَضْغَاثُ أَحْلَامِ ).
٧ ـ ولمّا جمع الله شملهم قال لأبيه : ( هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ) وفي النهاية قدّم الشكر والثناء لله عزّوجلّ لما علّمه من تأويل الأحاديث.
ومنها : قوله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ) (٣).
قيل : هي الرؤيا المذكورة من الإسراء إلى بيت المقدس ، والمعراج ، والفتنة ، والإمتحان ، وشدّة التكليف ، وليتعرض المصدق بذلك لجزيل الثواب ،
_________________________
(١) الميزان في تفسير القرآن : ١٢ / ١٨٢.
(٢) بحار الأنوار : ٥٨ / ١٧٢ ، نقلاً عن قصص الراوندي.
(٣) الإسراء ١٧ : ٦٠.