ربّما رأيت الرؤيا فاُعبّرها ، والرؤيا على ما تعبّر » (١).
وقال الطريحي في المجمع : « وفي الخبر عنه : الرؤيا على رِجل طائر ما لم تعبّر ، فإذا عبّرت وقعت.
قال بعض الشارحين : وجه الجمع بين هذين الخبرين ـ هذا الخبر والذي قبله ـ أنّه عبّر عن مطلق الرؤيا بكونها كالطائر الذي لا قرار له ولا ثبات له حتّى يحصل تعبيرها ، فإذا حصل صارت كالطائر الذي اُصيب بالضربة أو الرمية فوقع بعد طيرانه » (٢).
فلمّا لم يكن كلّ إنسان له القابليّة على التعبير والتفسير حسب ما تشتهيه نفسه ، أو ما يؤدّي إليه نظره ، ذكر في بعض الروايات والأحاديث الإسلاميّة إلى بعض المميّزات التي لا بدّ أن يتّصف بها المُعبّر للرؤيا حتّى يكون تعبيره للرؤيا صحيحاً ، وهي :
١ ـ لا يكون رجل سوء
روى الكليني في الكافي : عن الحسن بن الجهم ، قال : « سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول : الرؤيا على ما تعبّر.
فقلت له : إنّ بعض أصحابنا روى أنّ رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام.
فقال أبو الحسن : إنّ إمرأة رأت على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّ جذع بيتها قد انكسر ، فأتت رسول الله فقصّت عليه الرؤيا ، فقال لها النبيّ : يقدم زوجك ويأتي وهو صالح ، وقد كان زوجها غائباً ، فقدم ـ كما قال النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ.
ثمّ غاب عنها زوجها غيبة اُخرى ، فرأت في المنام كأنّ جذع بيتها قد انكسر ، فأتت النبيّ صلىاللهعليهوآله فقصّت عليه الرؤيا ، فقال لها : يقدم زوجك ويأتي صالحاً ، فقدم على ما قال.
_________________________
(١) الكافي : ٨ / ٣٣٥.
(٢) مجمع البحرين : ٣٤.