وانحلال الحزم بمن لا يبالي بما يقال له للمثل : « إنّك لقلق الوضين » ، وقرّة العين بالولد ، واليد بالعون ، والخادم والظهر بالأخ ، والرجل بالدابّة ، وأمثال ذلك.
الخامس : أنّ تأوّل بالشبيه ، كأن تأوّل من رأى نفسه على النعش أنّه يركب الأعناق ، والمريض خرج من داره ساكتاً ، أو نزع فروة عليه أنّه يموت وينزع فروة بدنه ، ومنه تأويل : ( أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ) (١) بأنّه يصلب ويأكل الطير من رأسه ، وركوب الأسد بخدمة السلطان ، والطيران بالسفر ، والصلاة بالحجّ ، والزنا بالاُمّ والحجّ ، والاُخت زيارة المشاهد ، ومعانقة الأب بزيارة الحسين عليهالسلام ، والميّت بالغائب.
السادس : التأويل باللوازم ، كوضع الرأس على الركبة بالهمّ ، وشرب الغليان بالحزن ، وحمرة الوجه بالسرور ، والرجفة بالخوف ، والإحتراق بالنار بالعشق أو الفراق أو بالعصيان ، والتواضع بالرفعة ، والترفّع بالضعة ، والطمع بالذلّة ، والقناعة بالعزّة.
السابع : التأويل بالأسامي ، فمن عانق من إسمه حسين يزور الحسين عليهالسلام ، ومن رأى مسمّى بالراشد يرشد ، وبالصالح يعمل صالحاً.
الثامن : التأويل بالإقتران ، فإن رأى مقاماً خطيراً وليس هو من أهله يناله أخوه أو أبوه أو قريبه ممّن له أهل ، وإن رأى أحداً ليس في البلد مثلاً يرى نسيبه أو أقاربه أو الملازمين له ، أو رأى أنّه زار السلطان أو جالسه ، فلربّما يجالس وزيره أو بعض أرباب المناصب أو خدّامه.
التاسع : التأويل بالدرجة والرتبة ، فإنّ من رأى ما يدلّ على ارتفاع يرتفع بقدر درجته ، فارتفاع الفلاّح غير ارتفاع الوزير ، وارتفاع الوزير غير ارتفاع السلطان ، ومن رأى ما يدلّ على العلم يزداد علماً في صنعته ، فلا ينال الصائغ
_________________________
(١) يوسف ١٢ : ٣٦.