مال مكنون ، وشجرة السدر رجل شريف ، وشجرة الزيتون رجل مبارك نفّاع ، وثمر الزيتون همّ وحزن ، والكرم والبستان إمرأة ، والعنب الأبيض في وقته غضارة الدنيا وخيرها ، وفي غير وقته مال يناله قبل وقته الذي يرجوه ، والأشجار العظام التي لا ثمر لها كالدلب والصنوبر إن رأى فهو رجل ضخم بعيد الصوت ، قليل الخير والمال ، والشجرة ذات الشوك رجل صعب المرام ، والصفر من الثمار ، مثل : المشمش والكمّثرى والزعرور الأصفر ونحوها ، أمراض ، والحامض منها همّ وحزن ، والحبوب كلّها مال ، والحشيش مال ، والزرع عمله في الدنيا أو دنياه ، والثوم والبصل والجزر والشلجم همّ وحزن ، والرياحين كلّها بكاء وحزن ، إلاّ ما يرى منها ثابتاً في موضعه من غير أن يمسّه ، وهو يجد ريحه (١).
من رأى الكعبة في منامه
قال المسعودي : « حدّث أبو عبدالله محمّد بن أحمد الحلبي القاضي ، قال : حدّثني الخضر بن البزّار ـ وكان شيخاً مستوراً ثقة ، يقلبه القضاة والناس ـ قال : رأيت في المنام كأنّي على شاطئ الدجلة بمدينة السلام في رحبة الجسر ، والناس مجتمعون خلق كثير يزحم بعضهم بعضاً ، وهم يقولون قد أقبل بيت الله الحرام.
فبينا نحن كذلك إذ رأيت البيت بما عليه من الستار والديباج والقباطي ، قد أقبل مارّاً على الأرض يسير حتىّ عبر الجسر من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي ، الناس يطوفون به وبين يديه دار خزيمة ، وهي التي آخر من ملكها بعد عبيدالله بن عبدالله بن طاهر القمّي ، وأبو بكر المفتي ابن اُخت إسماعيل بن بلبل
_________________________
(١) بحار الأنوار : ٥٨ / ٢٢٩.