ينام فيرى الرؤيا ، فربّما كانت حقّاً وربّما كانت باطلاً.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ ، ما من عبد ينام إلاّ عرج بروحه إلى ربّ العالمين ، فما رأى عند ربّ العالمين فهو حقّ ، ثمّ إذا أمر الله العزيز الجبّار بردّ روحه إلى جسده ، فصارت الروح بين السماء والأرض ، فما رأته فهو أضغاث أحلام » (١).
وعن المسعودي عن أبي جعفر الجواد أنّه نقل عن آبائه صلوات الله عليهم ، قال : « أقبل أمير المؤمنين ومعه أبو محمّد عليهالسلام وسلمان الفارسي ، فدخل المسجد وجلس فيه ، فاجتمع الناس حوله ؛ إذا أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلّم على أمير المؤمنين عليهالسلام وجلس ، ثمّ قال : يا أمير المؤمنين ، إنّي قصدت أن أسألك عن ثلاث مسائل ، إن أخبرتني بهنّ علمت أنّك وصيّ رسول الله حقّاً ، وإن لم تخبرني بهنّ علمت أنّك وهم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين : سل عمّا بدا لك.
فقال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ، وعن الرجل كيف يذكر وينسى ، وعن الرجل كيف يشبه ولد الأعمام والأخوال ؟
فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمّد فقال : يا أبا محمّد ، أجبه.
فقال أبو محمّد : أمّا الإنسان إذا نام فإنّ روحه متعلّقة بالريح ، والريح متعلّقة بالهواء إلى وقت يتحرّك صاحبها إلى اليقظة ، فإذا أذن الله بردّ الروح جذبت تلك الروح الريح ، وجذبت الريح الهواء ، فرجعت الروح إلى مسكتها في البدن ، وإن لم يأذن الله بردّ الروح إلى صاحبها جذبت الهواء الريح ، وجذبت الريح الروح ، فلم ترجع إلى صاحبها إلى أن يببعثه الله تعالى » (٢).
_________________________
(١) بحار الأنوار : ٥٨ / ١٥٨.
(٢) إثبات الوصيّة : ١٥٧.