لقد صرّحت العترة الطاهرة عليهالسلام تبعاً للقرآن الكريم بوجود الرؤيا والمنامات في الإنسان ، وورد عنهم أيضاً عشرات من الأحاديث حول علّة الرؤيا وأقسامها ، من صادقها وكاذبها ، وبيان شرائطها وفوائدها ، وآثارها المترتّبة.
قال الصادق عليهالسلام لمفضّل بن عمر : « فكّر ـ يا مفضّل ـ في الأحلام كيف دبّر الأمر فيها ، فمزج صادقها بكاذبها ، فإنّها لو كانت كلّها تصدق لكان الناس كلّهم أنبياء ، ولو كانت كلّها تكذب لم يكن فيها منفعة ، بل كانت فضلاً لا معنى له ، فصارت تصدق أحياناً فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدى لها ، أو مضرّة يتحذّر وتكذب كثيراً لئلاّ يعتمد عليها كلّ الاعتماد » (١).
فعدّ الرؤيا من وجهة نظرهم نعمة من الله تبارك وتعالى ، حيث ينتفع بها أحياناً في مصلحة يهتدي بها طالما لم يصل إليها إلاّ من هذا الطريق ، وهكذا من مضرّة يتحذّر بسبب الرؤيا.
لم يتّضح لنا من أنّ الأحلام والمنامات متى حدثت في الإنسان ، فهل كانت
_________________________
(١) سفينة البحار : ١ / ٣٠٠. مجمع البحرين : ٤٦٩. درر الأخبار : ٢ / ٢٥٧.