مع الإنسان منذ خُلق ، أو حدثت بعد مرور الزمن والأعوام على خلقه ؟ فلذلك لم ينقل إلينا عن أبينا آدم عليهالسلام ما روى عن سائر الأنبياء من الرؤيا والمنامات.
وممّا يؤيّد أنّها حدثت فيما بعد ما روي عن أبي الحسن الهادي عليهالسلام ، حيث رواه لنا الكليني عن بعض أصحابه ، عن عليّ بن العبّاس ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، قال : « إنّ الأحلام لم تكن فيما مضى في أوّل الخلق ، وإنّما حدثت.
فقلت : وما العلّة في ذلك ؟
فقال : إنّ الله عزّ ذكره بعث رسولاً إلى أهل زمانه ، فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته ، فقالوا : إن فعلنا ذلك فما لنا ، فوالله ما أنت بأكثرنا مالاً ، ولا بأعزّنا عشيرة.
فقال : إن أطعتموني أدخلكم الله الجنّة ، وإن عصيتموني أدخلكم الله النار.
فقالوا : وما الجنّة والنار ؟
فوصف لهم ذلك.
فقالوا : متى نصير إلى ذلك ؟
فقال : إذا متّم.
فقالوا : لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاماً ورفاتاً ، فازدادوا له تكذيباً ، وبه استخافافاً ، فأحدث الله عزّ وجلّ فيهم الأحلام ، فأتوه فأخبروه بما رأواما أنكروا من ذلك.
فقال : إنّ الله عزّ وجلّ أراد أن يحتجّ عليكم بهذا ، تكون أرواحكم إذا متّم وإن بليت أبدانكم تصير أرواح إلى عقاب حتّى تبعث الأبدان » (١).
قال الطريحي ـ بعد ذكر هذا الحديث ـ : « ويستفاد من هذا الحديث اُمور :
_________________________
(١) الكافي : ٨ / ٩٠.