ركعتين تجوّز فيهما ، ثمّ خرج ، وتبعته فقلت له : إنّك حين دخلت المسجد قالوا : هذا من أهل الجنّة.
قال : والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم ، وساُحدّثك بمَ ذاك.
رأيت رؤيا في عهد النبيّ صلىاللهعليهوآله فقصصتها عليه ، رأيت كأنّي في روضة ، ذكر من سعتها وخضرتها ، في وسطها عمود من حديد ، أسفله في الأرض ، وأعلاه في السماء ، وأعلاه عروة ، فقيل لي : إرقه.
قلت : لا أستطيع ، فأتاني مِنصف (١) ، فرفع ثيابي من خلفي ، فرقيت حتّى كنت في أعلاها ، فأخذت بالعروة.
فقيل : استمسك ، فاستيقظت وإنّها لفي يدي ، فقصصتها على النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : تلك الروضة الإسلام ، وذلك العمود عمود الإسلام ، وتلك العروة الوثقى ، فأنت على الإسلام حتّى تموت ، والرجل عبدالله بن سلام » (٢).
الإمام أمير المؤمنين وتفسير اللبنة الساجدة
وفي دار السلام : « قيل جاء رجل إلى أمير المؤمنين فقال : يا أمير المؤمنين ، رأيت في منامي كأنّ لبنة ساجدة لنصف لبنة ، وكأنّ دابّة لها فمان ، في رأس واحد يأكل بهما ، وكأنّ بقرة شاربة من إبنتها ، وكأنّ أربعة نفر حسان الوجوه غابت ثلاثة وبقي واحد.
فقال عليهالسلام : أمّا اللبنة الساجدة لنصف لبنة فإنّه يأتي على الاُمّة زمان تذلّ فيه الأخيار للأشرار.
وأمّا الدابّة التي لها فمان في رأس واحد تأكل بهما ، فإنّه يأتي على الاُمّة
_________________________
(١) المنصف ـ بكسر الميم ـ : الخادم.
(٢) بحارالأنوار : ٥٨ / ٢٢٣.