والثاني : أنّ القوّة المفكّرة إذا ألقت صورة ارتسمت تلك الصورة في الخيال ، ثمّ وقت النوم تنتقل إلى الحسّ المشترك فتصير محسوسة ، كما أنّ الإنسان إذا تفكّر في الإنتقال من بلد إلى بلد في خطارة شيء أو خوف عن شيء ، فإنّه يرى تلك الأحوال في النوم.
والثالث : أنّ مزاج الروح الحامل للقوّة المفكّرة إذا تغيّر فإنّه تتغيّر أحوال القوّة المفكّرة ، ولهذا السبب فإنّ الذي يميل مزاجه إلى الحرارة يرى في النوم النيران والحريق والدخان ، ومن مال مزاجه إلى البرودة يرى الثلوج ، ومن مال مزاجه إلى الرطوبة يرى الأمطار ، ومن مال مزاجه إلى اليبوسة يرى التراب والألوان المظلمة ، فهذه الأنواع الثلاثة لا عبرة بها البتّة ، بل هي من قبيل أضغاث الأحلام » (١).
علامات الأحلام الكاذبة
١ ـ أن يراها في أوّل الليل
فمن علائم الأحلام الكاذبة أن يراها الإنسان في أوّل الليل ، كما عن أبي بصير ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : « قلت لأبي عبدالله : جعلت فداك ، الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد ؟
قال : صدقت ، أمّا الكاذبة مختلفة ، فإنّ الرجل يراها في أوّل الليل في سلطان المردة الفسقة ، وإنّما هي شيء يخيّل إلى الرجل ، وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها » (٢).
٢ ـ ما رآه روح المؤمن في الأرض
ومن علائم أضغاث الأحلام أيضاً أن يرى المؤمن ما يراه النائم على وجه
_________________________
(١) بحار الأنوار : ٥٨ / ١٩٩.
(٢) الكافي : ٨ / ٩١.