فقال : يابن مسلم ، لا يسؤك الله ، فما يواطي تعبيرهم وتعبيرنا ، ولا تعبيرنا تعبيرهم ، وليس التعبير كما عبّره.
قال : فقلت له : جعلت فداك ، فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ.
قال : نعم ، حفلت عليه أنّه أصاب الخطأ.
قال : فقلت له : فما تأويلها ؟
قال : يابن مسلم ، إنّك تتمتّع بإمرأة ، فتعلم بها أهلك فتمزّق عليك ثياباً جدداً ، فإنّ القشر كسوة اللّب.
قال ابن مسلم : فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا إلاّ صبيحة الجمعة ، فلمّا كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرّت بي جارية ، فأعجبتني ، فأمرت غلامي فردّها ، ثمّ أدخلتها داري ، فتمتّعت بها ، فأحسّت بي وبها أهلي ، فدخلت علينا البيت ، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا ، فمزقّت علَيَّ ثياباً جدداً كنت ألبسها في الأعياد » (١).
معانقة الأموات للأحياء
وفيه أيضاً ، قال : « وجاء موسى الزوّار العطّار إلى أبي عبدالله فقال له : يابن رسول الله ، رأيت رؤيا هالتني ، رأيت صهراً لي ميّتاً وقد عانقني ، وقد خفت أن يكون الأجل قد اقترب.
فقال : يا موسى ، توقّع الموت صباحاً ومساءً ، فإنّه ملاقينا ، ومعانقة الأموات للأحياء أطول لأعمارهم ، فما كان إسم صهرك ؟
قال : حسين.
_________________________
(١) الكافي : ٨ / ٢٩٢.