وقوله تعالى : ( لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) (١).
وقوله تعالى : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وقَالَ يَا أَبَتِ هٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً ) (٢).
وقوله تعالى : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ) (٣).
قال الصادق عليهالسلام : « لمّا أمر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله تأويل الرؤيا ، فكان يعبّر لأهل السجن رؤياهم » (٤).
وعلّم سبحانه وتعالى من قبل نبيّه يعقوب عليهالسلام ، حيث فسّر لولده يوسف ما رآه في المنام ، ونهاه أن يقصّ رؤياه على إخوته.
وهكذا علّم الله نبيّه دانيال تأويل الأحاديث كما ورد عن الباقر عليهالسلام ، فعن جابر الجعفي عنه عليهالسلام ، قال : « سألته عن تعبير الرؤيا عن دانيال هو صحيح ؟
قال : نعم ، كان يوحى إليه ، وكان نبيّاً ، وكان ممّا علّمه الله تأويل الأحاديث ، وكان صدّيقاً حكيماً »(٥).
وهكذا علّم نبيّه الخاتم صلىاللهعليهوآله ، وأخذ الإمام أمير المؤمنين وبقيّة المعصومين هذا العلم منه صلىاللهعليهوآله ، وفسّروا كثيراً من المنامات لهم ولغيرهم ، كما فسّر النبيّ صلىاللهعليهوآله كثير من مناماته ومنامات غيره.
وأمّا معرفة هذا العلم بالنسبة إلى غيرهم فهو وإن أمكن ذلك ، لكن من الصعب جدّاً وصول الإنسان إلى هذا العلم بتمامه وكماله ، وعلى الخصوص معرفة إنسان
_________________________
(١) يوسف ١٢ : ٣٧.
(٢) يوسف ١٢ : ١٠٠.
(٣) يوسف ١٢ : ١٠١.
(٤) و (٥) دار السلام : ٤ / ٢٢٨.