فقال : مه ! لا تقولوا لعمي زيد إلاّ خيراً ، رحم الله عمّي ، فلو ظفر لوفى فقال كان في السحر قرع الباب ، ففتحت له الباب ، فدخل يشهق ويبكي ويقول : ارحمني يا جعفر يرحمك الله ، ارضَ عنّي يا جعفر رضي الله عنك ، إغفر لي يا جعفر غفر الله لك.
فقال الصادق عليهالسلام : غفر الله لك ورحمك ورضى عنك ، فما الخبر يا عمّ ؟
قال : نمت فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله داخلاً علَيَّ وعن يمينه الحسن ، وعن يساره الحسين ، وفاطمة خلفه وعليّ أمامه ، وبيده حربة تلتهب التهاباً كأنّها نار وهو يقول : إيهاً يا زيد ، آذيت رسول الله في جعفر ، والله لئن لم يرحمك ويغفر لك ويرضى عنك لأرمينّك بهذه الحربة ، فلأضعها بين كتفيك ، ثمّ لاُخرجها من صدرك ، فانتبهت فزعاً مرعوباً ، فصرت إليك فارحمني يرحمك الله.
فقال : رضى الله عنك ، وغفر الله لك ، أوصني فإنّك مقتول مصلوب محروق بالنار ، فوصّى زيد بعياله وأولاده وقضاء الدين عنه » (١).
٥ ـ هل أوامر المعصومين حجّة للرائي
بقي في المقام شيء ، وهو : إذا رأى غير المعصوم في منامه النبيّ أو أحد من الأئمّة الهداة عليهالسلام ، وأمره بأمره أو نهاه عن شيء ، فهل يجب العمل به ، أو الكفّ عمّا نهاه عنه ، أو لا يجيب ؟
قال المحدّث الخبير السيّد عبد الله شبّر : « ظاهر الحديث المذكور أنّه صلىاللهعليهوآله إذا رؤي في النوم وأوجب على الرائي أمراً ، وحرّم عليه شيئاً ، يكون واجباً وحراماً كما في اليقظة ، وفيه إشكال ، بل الظاهر أنّه لم يقل بذلك أحد من الأصحاب.
_________________________
(١) مناقب آل أبي طالب : ٤ / ٢٢٥.