مبشّرة رأى فيها ما وعده الله من إحدى الطائفتين أنّها لهم ، وقد أراهم قليلاً لا يعبأ بشأنهم ، وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ذكر ما رآه للمؤمنين ، ووعدهم وعد تبشير ، فعزموا على لقائهم .. » (١).
وقال أمين الإسلام الطبرسي ـ في ذيل هذه الآية المباركة ـ : « معناه يركهم الله في مومك قليلاً لتخبر المؤمنين بذلك ، فيجترئ المؤمنون على قتالهم ، وهذا قول أكثر المفسّرين » (٢).
وقال في ردّ الحسن ، حيث نقل عن البلخي بأنّ معنى قوله : ( في مَنَامِكَ ) في موضع نومك ، أي في عينك التي تنام بها ، وليس من الرؤيا في القوم ، وهذا بعيد لأنّه خلاف الظاهر (٣).
ثمّ قسّم الرؤيا إلى أقسام وقال : « والرؤيا على أربعة أقسام : رؤيا من الله عزّ وجلّ لها تأويل ، ورؤيا من وساوس الشيطان ، ورؤيا من غلبة الأخلاط ، ورؤيا من الأفكار ، وكلّها أضغاث أحلام ، إلاّ الرؤيا من قِبل الله تعالى التي هي إلهام في المنام ورؤيا النبيّ صلىاللهعليهوآله هذه كانت بشارة له وللمؤمنين بالغلبة » (٤).
قوله تعالى : ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (٥).
قال الطريحي : « فسّرت البشرى في الحياة الدنيا بالرؤيا الصالحة في الدنيا يراها الرجل الصالح فيستبشرها ، أو يرى له ما بشّر الله به المتّقين في غير موضع
_________________________
(١) الميزان في تفسير القرآن : ١٠ / ٩٣.
(٢ ـ ٣) مجمع البيان : ٤ / ٨٤٠.
(٥) يونس ١٠ : ٦٤.