٣ ـ وفي المحاسن : عن أبيه ، عن حمزة بن عبدالله ، وعن جميل بن درّاج ، قال « قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ المؤمنين إذا أخذوا مضاجعهم صعّد الله بأرواحهم إليه ، فمن قضى عليه الموت جعله في رياض الجنّة بنور رحمته ، ونور عزّته ، وإن لم يقدّر عليه الموت بعث بها مع اُمنائه من الملائكة إلى الأبدان التي هي فيها » (١).
قال العلاّمة المجلسي : « إنّ الرؤيا تستند إلى اُمور شتّى :
فمنها : أنّ الروح في حالة النوم في حركة إلى السماء ، إمّا بنفسها ـ بناءً على تجسّمها كما هو الظاهر من الأخبار ـ أو بتعلّقها بجسد مثالي إن قلنا به في حال الحياة أيضاً بأن يكون للروح جسدان : أصلي ومثالي ، يشتدّ تعلّقها في حال اليقظة بهذا الجسد الأصلي ، ويضعف تعلّقها بالآخر ، وينعكس الأمر في حال النوم أو بتوجّهها وإقبالها إلى عالم الأرواح بعد ضعف تعلّقها بالجسد بنفسها من غير جسد مثالي ، وعلى تقدير التجسّم أيضاً يحتمل ذلك كما يومئ إليه بعض الأخبار ، بأن يكون حركتها كناية عن إعراضها عن هذا الجسد وإقبالها إلى عالم آخر ، وتوجّهها إلى نشأة اُخرى ، وبعد حركتها ـ بأي معنى كانت ـ ترى أشياء في الملكوت الأعلى ، وتطالع بعض الألواح التي اُثبتت فيها التقديرات ، فإن كان لها صفاء ولعينها ضياء يرى الأشياء كما اُثبتت ، فلا تحتاج رؤيا إلى تعبير ، وإن اُسدلت على عين قلبه أغطية أرماد التعلّقات الجسمانيّة والشهوات النفسانيّة فيرى الأشياء بصورة شبيهة لها ، كما أنّ ضعيف البصر ومؤف العين يرى الأشياء على غير ما هي عليه ، والمعارف بعلّته يعرف أنّ هذه الصورة المشتبهة التي اشتبهت عليه صورة لأيّ شيء. فهذا شأن المعبّر العارف بداء كلّ شخص وعلّته ، ويمكن أيضاً أن يظهر الله عليه الأشياء في تلك الحالة بصور يناسبها لمصالح كثيرة ، كما أنّ الإنسان قد يرى المال في نوم بصورة حيّة ، وقد يرى الدراهم
_________________________
(١) المجالس : ١٧٨ ، بحار الأنوار : ٥٨ / ١٦٥.