وأمّا الولدان الذين حوله ، فكلّ مولود مات على الفطرة.
وأمّا القوم الذين كانوا شطر منهم حسن ، وشطر منهم قبيح ، فإنّهم قوم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً تجاوز عنهم ، وأنا جبرئيل ، وهذا ميكائيل » (١).
منامات الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام
١ ـ رؤيا الإمام أمير المؤمنين في نينوى
روى الصدوق : بإسناده عن ابن عبّاس ، قال : « كنت مع أمير المؤمنين عليهالسلام في خروجه إلى صفّين ، فلمّا نزل نينوى ـ وهو بشطّ الفرات ـ توضّأ وصلّى ثمّ نعس فانتبه ، فقال :
رأيت في منامي كأنّي برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض ، قد تقلّدوا سيوفهم وهي بيض تلمع ، وقد خطّوا حول الأرض خطّة ثمّ رأيت كأنّ هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الأرض يضطرب بدم عبيط ، وكأنّي بالحسين عليهالسلام فرخي ومضغتي ومخّي قد غرق فيه يستغيث فلا يغاث ، وكان الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه ويقولون : صبراً آل الرسول ، فإنّكم تقتلون على أيدي شرار النّاس ، وهذه الجنّة يا أبا عبدالله إليك مشتاقة ، ثمّ يعزّونني ويقولون : يا أبا الحسن ، أبشر ، فقد أقرّ الله عينك به يوم يقوم النّاس لربّ العالمين ، ثمّ انتبهت هكذا.
والذي نفسي بيده ، لقد نبّأني الصادق المصدّق أبو القاسم صلىاللهعليهوآله أنّي سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا ، وهذه أرض كرب وبلاء ، يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلاً من ولدي وولد فاطمة » (٢).
_________________________
(١) بحار الأنوار : ٥٨ / ١٨٦. وانظر مستدرك الوسائل : ١٣ / ٣٢٩.
(٢) أمالي الصدوق : ٥٩٧. بحار الأنوار : ٥٨ / ١٧٠.