فقالت : تعظم علَيَّ أن أتكلّم بها.
فقال لها : إنّ الرؤيا ليست على ما تُرى ، فقصّيها على رسول الله.
قالت : رأيت في ليلتي هذه كأنّ بعض أعضاءك ملقى في بيتي.
فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : نامت عينك يا اُمّ أيمن ، تلد فاطمة الحسين ، فتربّينه وتلينه ، فيكون بعض أعضائي في بيتك.
فلمّا ولدت فاطمة الحسين عليهالسلام ، فكان يوم السابع أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله فحلق رأسه ، وتصدّق بوزن شعره فضّة ، وعقّ عنه ، ثمّ هيّأته اُمّ أيمن ، ولفّته في برد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ أقبلت به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : مرحباً بالحامل والمحمول ، يا أمّ أيمن ، هذا تأويل رؤياك » (١).
فسّر صلىاللهعليهوآله لاُمّ الفضل أيضاً ما رأته في المنام
قال الطبري : « وقالت اُمّ الفضل بنت الحرث : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقلت : يا رسول الله ، رأيت حلماً منكراً الليلة.
قال : وما هو ؟
قلت : رأيت قطعة من جسدك انقطعت ووضعت في حجري.
فقال عليهالسلام : خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً يكون في حجرك.
فولدت فاطمة الحسين ، فكان في حجري كما قال ، فدخلت عليه يوماً فوضعته في حجره ، فحانت منّي التفاتة إليه صلىاللهعليهوآله ، فإذا عيناه تهرقان دمعاً ، فقلت : بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ، ما لك ؟
فقال : هذا جبرئيل أخبرني أنّ اُمّتي ستقتل إبني.
_________________________
(١) أمالي الصدوق : ٧٣. بحارالأنوار : ٤٣ / ٢٤٣ ، وفيه : « تلبينّه » ، أي تسقينه اللبن.