فقال الرجل : أشهد أنّك قد اُوتيت واستنبطته من معدنه ، اُخبرك يابن رسول الله عمّا قد فسّرت لي ، أنّ رجلاً من جيراني جاءني وعرض علَيَّ ضيعة ، فهممت أن أملكها بوكس كثير لما عرفت أنّه ليس لها طالب غيري.
فقال أبو عبدالله : وصاحبك يتولاّنا ويبرأ من عدوّنا ؟
فقال : نعم يابن رسول الله ، رجل جيّد البصيرة ، مستحكم الدين ، وأنا تائب إلى الله عزّوجلّ وإليك ممّا هممت به ونويته ، فأخبرني يابن رسول الله لو كان ناصبيّاً حلّ لي إغتياله ؟
فقال : أدِّ الأمانة لمن ائتمنك ، وأراد منك النصيحة ولو إلى قاتل الحسين » (١).
كسر الجوز ونثره على الآخر
روى الكليني : بسنده عن محمّد بن مسلم ، قال : « دخلت على أبي عبدالله وعنده أبو حنيفة فقلت له : جعلت فداك ، رأيت رؤيا عجيبة.
فقال لي : يابن مسلم ، هاتها ، فإنّ العالم بها جالس ، وأومأ بيده إلى أبي حنيفة.
قال : فقلت : رأيت كأنّي دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علَيَّ فكسرت جوزاً كثيراً ونثرته علَيَّ ، فتعجّبت من هذه الرؤيا.
فقال أبو حنيفة : أنت رجل تخاصم وتجادل لئاماً في مواريث أهلك ، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء الله.
فقال أبو عبدالله : أصبت والله يا أبا حنيفة.
قال : ثمّ خرج أبو حنيفة من عنده ، فقلت : جعلت فداك ، إنّي كرهت تعبير هذا الناصب.
_________________________
(١) الكافي : ٨ / ٢٩٣.