وهناك سؤال يطرح نفسه ، وهو : ما هي الفوائد المترتّبة على رؤية النبيّ أو أحد من المعصومين ؟
قلنا : لو لم يكن لهذه الرؤى والمنامات فائدة إلاّ ارتياح النفس ، وانبساط الروح ، لكفى ، فما تقول لو رفع عنك الهمّ والغمّ ، وانفتح لك أبواب الفرج ، وتبدّل خوفك أمناً ، وعسرك يسراً إثر هذه المنامات ؟
وما تقول إذاً لو أدركك عزّ وجاه ، وسلطان وقوّة ، ونور من الله جلّ وعلا ، كما فسرّ ذلك في بعض الروايات ؟
ما تقول إذاً لو كان إثر هذه المنامات فرج لبعض المؤمنين حيث يراه بعض الطواغيت ، ويكون سبباً لرفع الظلم عن الآخرين ، كما قرأنا ذلك في حياة بعض المعصومين وطواغيت زمانهم ، أو رفع الظلم والأذى عن بعض أصحابهم.
فأيّ فائدة أهمّ وأعظم وأكبر وأنفع من هذه الفوائد ، وإليك ما اُشير إلى بعضها :
قال الصدوق رحمهالله : « يروى في الأخبار الصحيحة عن أئمّتنا عليهالسلام : أنّ من رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله وآله أو أحداً من الأئمّة عليهالسلام قد دخل مدينة أو قرية في منامه ، فإنّه أمن لأهل المدينة أو القرية مّا يخافون ويحذرون ، وبلوغ لما يأملون ويرجون » (١).
وعن شرف الدين الحسيني : بسنده عن الحارث الهمداني ، قال : « دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وهو ساجد يبكي حتّى علا نحيبه
_________________________
(١) كمال الدين : ١ / ٢١٠.