أفضل الطير في التأويل ؛ لأنّها أكثرها ريشاً ، وأقلّها غائلة ، ولها سلطانان في البرّ والبحر ، والسمك الطريّ الكبار إذا كثر عددها مال وغنيمة ، وصغارها هموم كالصبيان. ومن أصاب سمكة طريّة أو سمكتين أصاب إمرأة أو إمرأتين ، فإن أصاب في بطنها لؤلؤة أصاب منها غلاماً. والضفدع إنسان عابد مجتهد ، فإن كثر من الضفادع فعذاب. والجراد جند. والجنود إذا دخلوا موضعاً فهو خراب.
وقال علماء التعبير : من رأى عليه سوارين من ذهب أصابه ضيق في ذات يده ، ومن الفضّة خير من الذهب ، فإن رأى عليه خلخالاً من ذهب أو فضّة أصابه حبس أو خوف أو قيد ، وليس يصلح للرجال في المنام من الحليّ إلاّ القلادة والتاج والعقد والقرط والخاتم وللنساء كلّه زينة ، والقلادة ولاية وأمانة ، واللؤلؤ المنظوم كلام الله أو من كلام البرّ ، وإن كان منثوراً فهو ولد وغلمان ، وربّما كان اللؤلؤ جارية أو إمرأة ، والقرط زينة وجمال ، والخاتم إذا كان معروف الصياغة والنقش سلطان صاحبه ، فإن اُعطي خاتماً فتختّم به ملك شيئاً ، وربّما كان الخاتم إمرأة ومالاً أو ولداً. وفصّ الخاتم وجه ما يعبّر الخاتم به ، وإن كان الخاتم من ذهب كان ما نسب إليه حراماً ، فإن رأى حلقته إنكسرت وسقطت وبقي الفصّ ذهب سلطانه وبقي الذكر والجمال. ومن رأى أنّه أصاب ذهباً يصيبه غرم ويذهب ماله ، فإن كان الذهب معمولاً من إناء أو نحوه كان أضعف في التأويل ، والدراهم مختلفة التأويل على اختلاف الطبائع ، فمنهم من يراها في المنام فيصيبها في اليقظة ، ومنهم من يعبّرها بالكلام ، فإن كانت بيضاً فهي كلام حسن ، وإن كانت رديّه فكلام سوء ، ومنهم من لا يوافقه شيء منها ، والدراهم في الجملة خير من الدنانير ، فقد يكون الدينار الواحد والدرهم الواحد ولداً صغيراً » (١).
_________________________
(١) بحار الأنوار : ٥٨ / ٢٣٠.