ثمّ قال : يا حبيبتي ، أماترين ما أعدّ الله لك وما تقدمين عليه ، وأراني قصوراً مشرفات فيها ألوان الطرائف والحليّ والحُلل ، وقال : هذا مسكنك ومسكن زوجك وولديك ، ومن أحبّك وأحبّهما ، فطيبي نفساً ، فإنّك قادمة علَيَّ أيّام.
قالت : فطار قلبي ، واشتدّ شوقي ، فانتبهت مرعوبة ».
قال أبو عبد الله : « قال أمير المؤمنين عليهالسلام : لمّا انتبهت من رقدتها صاحت بي ، فأتيتها وقلت : ما تشتكين ؟ فأخبرتني بالرؤيا.
ثمّ أخذت علَيَّ عهداً لله ورسوله أنّها إذا توفّيت لا اُعلم أحداً إلاّ اُمّ سلمة زوج النبيّ واُمّ أيمن وفضّة ، ومن الرجال : ابنيها ، وعبدالله بن عبّاس ، وسلمان الفارسي ، وعمّار بن ياسر ، والمقداد ، وأباذرّ ، وحذيفة ، وقالت : إنّي قد أحللتك من أن تراني بعد موتي ، فكن مع النسوة فيمن يغسّلني ، ولا تدفنّي إلاّ ليلاً ، ولا تعلم على قبري » (١).
منامات الحسين عليهالسلام
رأى الإمام الحسين بن عليّ عليهالسلام ثلاث منامات في المدينة ، وفي الطريق ، وفي كربلاء ، وقصّها على أهله وأولاده وأصحابه ، وفسّرها بما سيحلّ به من ظلم من الأعداء.
١ ـ رؤيا الإمام الحسين عند قبر جدّه
قال محمّد بن أبي طالب : « لمّا ورد الكتاب على الوليد بقتل الحسين عليهالسلام عظم عليه ، ثمّ قال : والله لا يراني الله أقتل إبن نبيّه ولو جعل يزيد لي الدنيا بما فيها.
قال : وخرج الحسين عليهالسلام من منزله ذات ليلة ، وأقبل إلى قبر جدّه صلىاللهعليهوآله ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، أنا الحسين بن فاطمة ، فرخك وابن فرختك ، وسبطك
_________________________
(١) دلائل الإمامة : ٤٣.