٥ ـ إذا رآها بعد الثلثين من الليل
قال الصادق عليهالسلام في جواب أبي بصير حينما سأله عن الرؤيا الصادقة والكاذبة : « وأمّا الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من اليلل مع حلول الملائكة ـ وذلك قبل السحر ـ فهي صادقة لا تختلف إن شاء الله ، إلاّ أن يكون جنباً أو يكون على غير طهر أو لم يذكر الله عزّ وجلّ حقيقة ذكره » (١).
القسم الثاني : الأحلام الكاذبة
وهي التي تسمّي بأضغاث الأحلام ، فهذه الأحلام ممّا تشاهده النفس عند استيلاء القوّة الشهويّة أو الغضبيّة ، فإنّ ذلك ممّا يحصل به الاُمور الشريرة باعتبار الشخص في الاُمور الواقعة في العالم الجسماني باعتبار حصوله عن هذه النفس الشيطانيّة ، وكذا لا يراه الإنسان من الاُمور المر تسمة في نفسه من القوّة المتخيّلة والمتوهّمة ؛ لأنها صور لا حقائق لها ، وهاتان المرتبتان تقعان مع التعبير بحسب ما تعبّران (٢).
قال العلاّمة المجلسي في سبب المنامات الصادقة والكاذبة : « إعلم أنّ التي تركبها المتخيلة قد تكون كاذبة وقد تكون صادقة ، أمّا الكاذبة فوقوعها على ثلاثة أوجه :
الأوّل : أنّ الإنسان إذا أحسّ بشيء وبقيت صورة ذلك المحسوس في خزائنه الخيال ، فعند النوم ترتسم تلك الصورة في الحسّ المشترك فتصير مشاهدة المحسوس.
_________________________
(١) الكافي : ٨ / ٩١.
(٢) مجمع البحرين : ٣٤.