أصحاب الفيل. قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ) (١) ، ومن أصاب حمار وحش أو وعلاً وصغيره أنّه يريد أكله يصيب غنيمة ، ومن رأى أنّه راكب حمار وحش يصرفه كيف شاء فهو راكب معصية أو يفارق رأي الجماعة. والأسد عدوّ قاهر ، والخنزير رجل دني شديد الشوكة ، والضبع إمرأة قبيحة سوء ، والدبّ عدوّ دنّي أحمق ، والذئب سلطان غشوم أو لصّ ضعيف كذّاب ، والثعلب كثير الإختلاف ، فمن رأى أنّه ينازعه خاصم ذا قرابة ، وإن طلب ثعلباً أصابه وجع ، وإن طلبه ثعلب أصابه فزع ، ومن رأى ثعلباً يهرب منه فهو عزيمة يراوغه ، ومن أصاب ثعلباً أصاب إمرأة يحبّها حبّاً ضعيفاً ، وابن آوى كالثعلب وأضعف. والسنور لصّ ، وابن عرس في معناه وأضعف. والكلب عدوّ دنيّ غير مبالغ في العداوة. والقرد عدوّ ملعون ، والحيّة عدو مكاتم للعداوة ، والعقرب عدوّ ضعيف لا تجاوز عداوته لسانه ، وكذلك سائر الهوامّ أعداء على منازلهم ، وذو السمّ أبلغ ، والنسر والعقاب سلطان قويّ ، والحدأة ملك خامل الذكر ، شديد الشوكة ، والبازي سلطان غشوم ، والصقر قريب منه ، والغراب إنسان فاسق كذوب ، والعقعق إنسان لا عهد له ولا حفاظ ولا دين ، والطاووس الذكر ملك أعجمي ، والاُنثى إمرأة حسناء أعجميّة ، والحمامة إمرأة أو خادمة. والفاختة إمرأة غير آلفة ، والدجاج خدم ، والديك رجل أعجمي من نسل الملوك.
قال عمر : رأيت أنّ ديكاً نقر بي نقرتين ، فأوّلت أنّ رجلاً من العجم سيقتلني ، فقتله أبو لؤلؤة. والعصفور رجل صخّاب دنيّ ، والبلبل غلام صغير ، والببغاء ولد يناغي ، والخفّاش عابد مجتهد ، والزرزور صاحب أسفار ، والهدهد كاتب يتعاطى دقيق العلم ولا دين له ، والثناء عليه قبيح لنتن ريحه ، والزنابير والذباب سفلة الناس وغوغاؤهم ، والنحلة إنسان كسوب عظيم الخطر والبركة ، وطير الماء
_________________________
(١) الفيل ١٠٥ : ١.