والمكذّب لأليم العقاب (١).
وقيل : هي الرؤيا التي رآها بالمدينة حين صدّه المشركون ، وإنّما كانت فتنة لِما دخل على المسلمين من الشبهة والشكّ لمّا تراخي الدخول إلى مكّة حتّى العام القابل (٢).
ومنها : قوله تعالى : ( لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ) (٣).
قال الطبرسي : « روي عن ابن عبّاس : أنّها رؤية نوم رآها أنّه سيدخل مكّة وهو بالمدينة ، فقصدها ، فصدّه المشركون في الحديبية عن دخولها ، حتّى شكّ قوم ودخلت عليهم الشبهة ، فقالوا : يا رسول الله ، أليس قد أخبرتنا أنّا ندخل المسجد الحرام آمنين ؟!
فقال : أوَقلت لكم أنّكم تدخلونها العام ؟
قالوا : لا.
فقال : لندخلنّها إن شاء الله ، ورجع ثمّ دخل مكّة في العام القابل ، فنزل : ( لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ) » (٤).
وقيل : رأى صلىاللهعليهوآله في منامه أنّ قروداً تصعد منبره وتنزل ، فساءه ذلك ، واغتمّ به ، فلم يُرَ بعد ذلك ضاحكاً حتّى توفّي (٥).
_________________________
(١) مجمع البحرين : ٣٣.
(٢) مجمع البحرين : ٣٣.
(٣) الفتح ٤٨ : ٢٧.
(٤) مجمع البيان : ٢ / ٤٢٤. بحار الأنوار : ٥٨ / ١٥٥.
(٥) المصدر المتقدّم.