لقد أشار كثير من الأعلام في مطاوي كلماتهم وأبحاثهم إلى الرؤيا والمنامات في الإنسان ، وعقدوا لذلك أبواباً بعد أن بيّنوا هذه الحقيقة وأثبتوها.
وقد أسهب العلامة المجلسي عليهالسلام في هذا الموضوع ، وذكر بعض أقوال المتكلّمين والحكماء ، وأشار أيضاً إلى أخبار الأئمّة عليهالسلام.
قال الكراجكي في كنز الفوائد « وجدت لشيخنا المفيد رضياللهعنه في بعض كتبه أنّ الكلام في باب رؤيا المنامات عزيز ، وتهاون أهل النظر به شديد ، والبليّة بذلك عظيمة ، وصدق القول فيه أصل جليل ، والرؤيا في المنام يكون من أربع جهات :
أحدها : حديث النفس بالشيء والفكر فيه حتّى يحصل كالمنطبع في النفس ، فيخيّل إلى النائم ذلك بعينه وأشكاله ونتائجه ، وهذا معروف بالاعتبار.
الجهة الثانية :
من الطبائع ما يكون من قهر بعضها لبعض ، فيضطرب المزاج ويتخيّل لصاحبه ما يلائم ذلك الطبع الغالب من مأكول ومشروب ، ومرئي وملبوس ، ومبهج ومزعج ، وقد نرى تأثير الطبع الغالب في اليقظة والشاهد ، حتّى أنّ من غلب عليه الصفراء يعصب عليه الصعود إلى المكان العالي بما يتخيّل