غير عارف بطريقة النبيّ والإمام ، حيث يبعد غاية البعد أن يعرف الحقيقة كما هي ، ويفسّر الرؤيا كما فسّره النبيّ والإمام.
قال العلاّمة المجلسي : « كان هذا العلم من معجزات الأنبياء والأولياء ـ الأوصياء ـ وليس لغيرهم من ذلك إلاّ حظّ يسير لا يسمن ولا يغني من جوع » (١).
نعم ، يفهم من بعض الروايات أنّه يمكن الوصول إلى هذا العلم ، لكن لا بدّ من معرفة اُصول التعبير من الروايات والأحاديث الإسلاميّة المعتبرة ، أو من تشبيه النبيّ في تفسيره لبعض المنامات بعض الأشياء ببعض ، أو من تطبيق النبيّ بعض المنامات على بعض الآيات القرآنيّة ، أو غير ذلك ، لا أنّه يعبّر رؤيا أو رؤيا الآخرين حسب ما تشتهيه نفسه أو ما يؤدّي إليه نظره.
ويفهم أيضاً من ردّ النبيّ تعبير عائشة لرؤيا بنت عميس أو ردّ الإمام الصادق عليهالسلام لما أوّله أبو حنيفة ممّا رآه محمّد بن مسلم أنّهما أخطاءا في هذا المورد إن لم نقل أنّهما لم يكونا أهلاً لتعبير الرؤيا.
فما روي عن ابن سيرين وغيره من المعبّرين ، فلا شكّ أنّه غير معتبر عندنا ؛ لأنّه لم يأخذ العلم عن أصله ، فهو وإن أصاب في تعبيره بعض المنامات ، ولكن أخطأ في كثير منها. فلذلك نفى العلاّمة المجلسي بعد ما نقل عن بعض أهل التعبير ، قال : « انتهى ما أخرجناه من كتبهم المعتبرة عندهم ، ولا يعتمد على أكثرها ؛ لابتنائها على مناسبات خفيّة ، وأوهام رديّة ، والأخبار التي رووها أكثرها غير ثابتة ، وقد جرت التجربة في كثير منها على خلاف ما ذكروه »(٢).
فتخلّص : أنّه يمكن الوصول إلى ذلك بشكل ناقص ، لكن لا يصل إليه إلاّ باتّباعهم والأخذ عنهم.
_________________________
(١) و (٢) بحار الأنوار : ٥٨ / ٢٣٢.