لا شكّ أنّ القرآن الكريم نهانا أن نقصّ رؤيانا على كلّ أحد حتّى ولو كان ذلك الإنسان أخاً لنا ، فلو كان أحداً أقرب إلى الإنسان من الأخ لكان يعقوب عليهالسلام يسمح لولده يوسف أن يقصّ رؤياه على إخوته ، ولكنّه نهى عن ذلك حينما رأى الشمس والقمر والكواكب يسجدون له ، وقال : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) (١) ، والعلّة في ذلك كيد السامع والمفسّر للرؤيا إثر حسده بالنسبة إلى الرائي ، وإن علم أنّه مجرّد رؤيا.
فقصّه يوسف عليهالسلام مع إخوته أدلّ دليل على وجوب كتمان ما يراه الإنسان وعدم بيانه إلّا على مَن كان أهلاً لذلك.
وقد نهينا أيضاً في بعض الأخبار عن الإسراع والإستعجال في تعبير الرؤيا ، حيث شبّهت الرؤيا والمنامات بالطائر الذي يرفرف على رأس الإنسان الذي لا قرار له ولا ثبات ، فإذا اُصيب بالرمية وقع على الأرض ، فكذا الرؤيا ، فإذا عبّرت استقرّت على الراءي.
روى الكليني في الكافي : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن معمّر بن خلاّد ، قال : « سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول :
_________________________
(١) يوسف ١٢ : ٥.