من سلك فيه ذللاً ، وأدرك منه جملاً ، وهو طريق قويم ، وصراط مستقيم ، لا يحتاج صاحبه إلى ترتيب المقدّمات والنظر في الدلالات.
٢ ـ ومنها أنّها تدلّ على صدق الرسل المستلزم لثبوت مرسلها ، وعلى صدق ما أخبروا به من أحوال ما بعد الموت ، وأحواله المستلزم لثبوت رسالتهم.
٣ ـ ومنها أنّها طريق لإثبات إمكان الإطّلاع على الغيوب الماضية والغابرة ، ورفع الإستبعاد عن معرفة أولياء الله بها ، وإخبارهم عنها ، ودفع توهّم اختصاص علم ذلك بذاته المقدّسة جلّ وعلا ، وإن كان ذلك بوجه آخر.
٤ ـ ومنها أنّها طريق واضح إلى التصديق بنبوّة الأنبياء ، ووصاية الأوصياء ، بما تحدّوا به ، وممّا أخبروا به بأنّ القوم يرونه في المنام فكان كما قالوا.
٥ ـ ومنها أنّها طريق إلى معرفة النفس المغايرة للبدن ، المستغنية في كثير من أفعالها عنه ، ومعرفة النفس المغايرة للبدن المستغنية في كثير من أفعالها عنه ، ومعرفة جسد آخر لها يشابه الجسد المحسوس في جميع الجوارح والأعضاء ، وبها يرفع استبعاد بعض منكري الصانع عزّ وجلّ ، وجود غائب منزّه عن جميع العوارض من جهة إنحصار الموجود عندهم فيما يدرك بالحواسّ الظاهرة.
٦ ـ ومنها أنّها طريق لتلقّي التكاليف الكليّة ، والنواميس الإلهيّة ، التي بها تنتظم اُمور العباد ممّا يتعلّق بالمعاش والمعاد ، وهو مختصّ بزمرة إصطفاهم الله تعالى للإنباء ، وجعلهم وسائط فيضه ، وأوعية ما ينزل من السماء.
٧ ـ ومنها
أنّها طريقة إلى معرفة وجود عالم كبير واسع ، مشتمل على نظير جميع ما يوجد في هذا العالم بوجود أصفى وأتمّ وأوفى وأعمّ ، لا يغادر فيه منه شيء حتّى المآكل والمشارب ، والحدائق والكواعب ، والشدائد والمصائب ،