وأمثالها من اللذّة والألم ، والمحن والنِعم ، يجدها كلّ أحد بالوجدان ، وربّما يبقى أثرها معه في عالم العيان ، كما حصل لجملة من الأعيان.
٨ ـ ومنها أنّها طريق إلى رفع الاستبعاد عمّا ورد في تنعّم أصحاب القبور وتعذيبهم ، ولا يرى في أجسادهم أثر من ذلك ، وربّما يجتمع في مكان واحد من ينعّم أو يعذّب ، ولا يرى نفع أو ضرر من أحدهما إلى الآخر ، وغير ذلك من الشبهات التي ألقاها أبالسة الإنس والجنّ في قلوب الباطلين والضعفاء.
٩ ـ ومنها أنّها طريق إلى التصديق الوجداني ، والإيمان بالغيب ، الذي أخبر به النبيّ الصادق الأمين صلىاللهعليهوآله ممّا يجري على ابن آدم بعد حضور أجله من مرارة الموت وغصصه ، والأهوال التي اُعدّت له بعده من المسألة والعذاب والثواب والبعث والحشر والحساب والميزان والصراط والجنّة والنار ، غير ذلك.
١٠ ـ ومنها أنّها طريق إلى الإطّلاع على حال الأموات الذين انقطعت أخبارهم ، وعميت آثارهم ، وما هم فيه من نضرة النعيم أو مرارة الجحيم ، وفيه فوائد عظيمة أجلّها استدراك ما فات منهم من الطاعات ، وجبران ما عليهم من التبعات ، ممّا حرمه عن نيل المكارم ، وأدخله في مصافّ أهل الجرائم ، وكثيراً ما يخبرون في المنام عن سبب ما هم فيه من الآلام ، وهذه من سعة رحمة الكريم العلاّم.
١١ ـ ومنها أنّها طريق إلى معرفة حال نفسه من السعادة والشقاء ، ومقامه عند ربّه في السخط والرضا ، وتصديق جزاء الأعمال الحسنة والقبيحة على طبق ما ورد في الشريعة القويمة ، فتكون حينئذٍ إمّا مبشّرة وجدانيّة ، وداعية ربّانيّة ، أو منذره روحانيّة ، ورادعة إلهيّة.
١٢ ـ ومنها
أنّه مثال للحدث والإنتباه بعده مثال للبعث والنشور ، ودليل على