يُرضي الله به ولا شك ، ولو خالف لم يرضه رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ثمّ جلس.
ثمّ قال لعبد الله بن عباس قم فتكلّم ، فقام عبد الله بن عباس وقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه :
أيها الناس إنّ للحق أناساً أصابوه بالتوفيق والرضا ، والناس بين راضٍ به وراغب عنه ، وإنّما سار ـ بعث ـ عبد الله بن قيس بهدى إلى ضلالة ، وسار ـ بعث ـ عمرو بضلالة إلى الهدى ، فلمّا التقيا رجع عبد الله بن قيس عن هداه ومشى عمرو على ضلالته ، فوالله لئن كانا حُكّما بالكتاب لقد حَكما عليه ، وإن حُكّما بما اجتمعا عليه معاً ما اجتمعا على شيء ، وإن كانا حُكّما بما سارا به ، فقد سار عبد الله ـ أبو موسى ـ وعليّ إمامه ، وسار عمرو ومعاوية إمامه ، فما بعد هذا من عيب ينتظر ولكن سئموا الحرب وأحبّوا البقاء ودفعوا البلاء ، وجاء كلّ قوم صاحبهم ، ثمّ جلس.
فقال عليّ لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب : قم فتكلم ، فقام فحمد الله وأثنى عليه وقال : أيها الناس ، إن هذا الأمر كان النظر فيه إلى عليّ والرضا فيه لغيره ، فجئتم بأبي موسى عبد الله بن قيس مبرنساً فقلتم لا نرضى إلاّ به. وأيم الله ما استفدنا به علماً ، ولا انتظرنا منه غائباً ، وما نعرفه صاحباً ، وما أفسدا بما فعلا أهل العراق ، وما أصلحا أهل الشام ، ولا وضعا حق عليّ ، ولا رفعا باطل معاوية ، ولا يُذهب الحقّ رقية راقٍ ، ولا نفخة شيطان ، ونحن اليوم على ما كنا عليه أمس. ثمّ جلس ».